بينما لا تزال الشراكة بين T-Mobile وستارلينك قيد التطوير لتوفير خدمة الرسائل النصية عبر الأقمار الصناعية، تمكنت فودافون العالمية من تحقيق إنجاز غير مسبوق بإجراء أول مكالمة فيديو عبر الأقمار الصناعية في العالم، وذلك باستخدام هواتف 4G و5G عادية، دون الحاجة إلى أي أجهزة متخصصة.
هذا الابتكار الجديد يفتح آفاقا واسعة في مجال الاتصال، حيث سيتيح للمستخدمين في المناطق التي تعاني من ضعف أو غياب التغطية الخلوية إمكانية إجراء مكالمات الفيديو، وتصفح الإنترنت، واستخدام تطبيقاتهم المفضلة، وإرسال الرسائل عبر الأقمار الصناعية، مما يعزز التواصل العالمي ويوفر حلولًا فعالة للمناطق النائية.
وعلى عكس خدمات الاتصالات الفضائية التقليدية التي تتطلب أجهزة خاصة مثل الهواتف التي تعمل بالأقمار الصناعية أو معدات استقبال إضافية، تتيح هذه التقنية للمستخدمين الاعتماد على هواتفهم العادية دون أي تعقيدات، تعمل الخدمة بطريقة سلسة، حيث يتم التنقل بين الشبكات الأرضية والأقمار الصناعية تلقائيًا، مما يجعل التجربة مماثلة لاستخدام شبكات الجيل الرابع والخامس التقليدية.
تم الإعلان عن هذا الإنجاز خلال فعالية خاصة نظمتها فودافون في المحطة الأرضية الجديدة الخاصة بالاتصالات الفضائية، والتي تعمل على إدارة إشارات الهواتف الذكية وإعادة توجيهها عبر الأقمار الصناعية الخاصة بشركة AST SpaceMobile، الشريك التقني لفودافون، وذلك باستخدام أقمارها الصناعية من طراز BlueBird.
وقد شهد الحدث حضور رائد الفضاء تيم بيك والرئيسة التنفيذية لمجموعة فودافون، مارجريتا ديلا فالي، اللذين أكدا أهمية هذا التطور في تعزيز الاتصالات العالمية.
كما لعب مهندس فودافون روان تشيسمر دورًا محوريًا في اختبار التكنولوجيا، حيث أجرى المكالمة التجريبية من منطقة جبلية نائية في ويلز، وهي منطقة كانت تعاني سابقا من انعدام التغطية الشبكية.
وأكدت مارجريتا ديلا فالي التزام فودافون بتوسيع نطاق الاتصال الرقمي ليشمل الجميع، مشيرة إلى أن شبكة 5G الخاصة بالشركة في أوروبا أصبحت مدعومة بتقنيات الأقمار الصناعية، مما يوفر تغطية في المناطق التي كانت تعاني من غياب خدمات الاتصالات.
أما تيم بيك، الذي سبق له أن واجه تحديات الاتصال في البيئات المعزولة خلال فترة وجوده في محطة الفضاء الدولية، فقد أشاد بهذا الابتكار، مؤكدًا أهمية البقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء حتى في المواقع النائية.
ومن المقرر أن تستمر فودافون في اختبار الخدمة، تمهيدًا لإطلاقها تجاريا في أنحاء أوروبا بحلول نهاية 2025 وبداية 2026.