ماذا نعرف عن مروان البرغوثي الذي يتردد اسمه ضمن الصفقة بين إسرائيل وحماس؟

ماذا نعرف عن مروان البرغوثي الذي يتردد اسمه ضمن الصفقة بين إسرائيل وحماس؟

بي بي سي

يتردد اسم القيادي في حركة فتح، السياسي الفلسطيني مروان البرغوثي، المعتقل في السجون الإسرائيلية، ضمن صفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والإفراج عن أسرى إسرائيليين وعدد من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

مروان البرغوثي بدأ نشاطه السياسي في سن الخامسة عشرة في حركة فتح، التي قادها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وحشد البرغوثي الدعم للقضية الفلسطينية، وحل الدولتين، خلال نشاطه السياسي.

واعتقل البرغوثي في عملية “السور الواقي” الإسرائيلية عام 2002، عندما اتهمته إسرائيل بتأسيس “كتائب شهداء الأقصى” العسكرية، وهو ما نفاه البرغوثي.

ونفذت “كتائب شهداء الأقصى” سلسلة من الهجمات القاتلة ضد جنود ومستوطنين إسرائيليين. وتقول إسرائيل إن الهجمات طالت أيضاً مدنيين إسرائيليين.

وحُكم على البرغوثي بخمسة أحكام بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى حكم بالسجن لمدة 40 عاماً، لاتهامه بالمسؤولية عن تلك الهجمات.

ورفض القيادي الفلسطيني الاعتراف بسلطة المحكمة الإسرائيلية أثناء محاكمته، كما رفض التهم الموجهة إليه.

وقالت زوجته فدوى لبي بي سي عربي في وقت سابق من العام الماضي: “لم تُوجه إليه التهم بسبب أنه ارتكب هذه الأفعال بيديه، ولكن بسبب أنه كان قائداً”.

وأضافت فدوى حينها، وهي محامية فلسطينية، أن البرغوثي “رفض كل التهم” أثناء استجوابه، ومنها التهمة الموجهة إليه بـ “تأسيس كتائب شهداء الأقصى”.

ماذا يعني إبعاد البرغوثي؟

وتشير بعض التقارير الصحفية الإسرائيلية إلى أن إسرائيل قد تفرج عن البرغوثي بشرط “إبعاده خارج الأراضي الفلسطينية”.

وقال أنيس القاسم، الخبير في القانون الدولي، لبي بي سي عربي، إنه في حال إبعاد البرغوثي خارج الأراضي الفلسطينية، فإنه نظرياً لا يوجد ما يمنع توليه رئاسة الحكومة الفلسطينية من الخارج. إذ سبق وأن كانت هناك حكومات في المنفى عبر التاريخ، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية. وحتى الدستور والقوانين الفلسطينية لا تمنع ذلك.

ويعلق القاسم على ما تناقلته بعض الصحف الإسرائيلية بشأن “إصرار” إسرائيل على إبعاد البرغوثي، بقوله إن ذلك سببه “القاعدة الجماهيرية الواسعة للقيادي الفلسطيني، وخاصة من حركة فتح”.

ونشر المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية استطلاعاً للرأي في 13 ديسمبر 2023، أظهر أن الشخصية “الأكثر شعبية بين الفلسطينيين” هو مروان البرغوثي.

وأظهر الاستطلاع في ذلك الوقت أنه في حال تنافس البرغوثي من فتح مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والقيادي في حماس إسماعيل هنية (قبل اغتياله في طهران في تموز 2024)، على الرئاسة الفلسطينية، ينتظر أن ترتفع نسبة المشاركة “لتصل إلى 71%”، على أن يحصل البرغوثي على 47%، وهنية على 43% وعباس على 7%”.

d2619010-d348-11ef-9fd6-0be88a764111_11zon“خيار توافقي”

كتب البرغوثي مقالاً في صحيفة واشنطن بوست في عام 2002 يقول فيه “في حين أعارض أنا وحركة فتح التي أنتمي إليها بشدة الهجمات واستهداف المدنيين داخل إسرائيل، جارتنا المستقبلية، فإنني أحتفظ بالحق في حماية نفسي ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي لبلدي والقتال من أجل حريتي”.

وتابع “ما زلت أسعى إلى التعايش السلمي بين الدولتين المتساويتين والمستقلتين إسرائيل وفلسطين، على أساس الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967…”.

“بصراحة، لقد سئمنا من تحمل اللوم دائماً على التعنت الإسرائيلي عندما يكون كل ما نسعى إليه هو تنفيذ القانون الدولي”.

وقال محللون سياسيون لبي بي سي عربي في وقت سابق إن البرغوثي، المسجون في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002، قد يكون “خيارا توافقياً” لتولي السلطة الفلسطينية والتحضير للدولة القادمة.

ولا يقتصر الأمر على مسؤولين ومحللين فلسطينيين، فرغم أن عدداً من المسؤولين والمحللين السياسيين الإسرائيليين أعلنوا رفضهم الإفراج عن البرغوثي باعتباره يقضي حكماً بتهم “قتل”، فإن آخرين يرون فيه أيضاً “خياراً توافقياً”.

الكاتب الإسرائيلي غيرشون باسكن كتب في صحيفة هآرتس في يناير 2024، أن الفترة الانتقالية لما بعد حرب غزة تتطلب “زعيماً فلسطينياً قادراً على تعزيز الوحدة الفلسطينية، والالتزام بتجريد المنطقة من السلاح، هذا القائد يمكن أن يكون البرغوثي”.

ولد البرغوثي في عام 1958 في قرية كوبر، قرب مدينة رام الله.

وكان يبلغ من العمر نحو 9 سنوات عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية، ثم أصبح في سن الخامسة عشرة ناشطاً في حركة فتح.

سجنته إسرائيل في عام 1978 لمدة تزيد عن 4 سنوات، بتهمة انتمائه لجماعة فلسطينية مسلحة.

حصل البرغوثي على الشهادة الثانوية، وتعلم اللغة العبرية داخل السجن. وأكمل دراسته الجامعية في التاريخ والعلوم السياسية بعد إطلاق سراحه، في جامعة بيرزيت، لكن نشاطه السياسي أجل إتمام تعليمه لأحد عشر عاماً.

لدى البرغوثي ابنة وثلاثة أولاد، وهو متزوج من المحامية والناشطة السياسية فدوى.

ويعد البرغوثي من مؤيدي عملية السلام مع إسرائيل، لكنه كان متشككاً بشأن التزام إسرائيل بالاتفاقيات.

وفي عام 2014 نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقال رأي وصفت فيه البرغوثي بـ “نيلسون مانديلا”، وقال عنه كاتب المقال مارتن لينتون: “لو كانت إسرائيل جادة في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإنها ستطلق سراح البرغوثي، الذي يعتبر الشخص الأمثل الذي يمكن التوصل من خلاله إلى اتفاق سلام”.

صحفي مصري، خريج كلية الاعلام لعام 2010م، اهتم بالشأن العربي والدولي في الشرق الاوسط.