أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن أرقام مفزعة توضح حجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية ضد غزة، حيث كشف مدير وحدة المعلومات بالوزارة، زاهر الوحيدي، عن أن عدد الأيتام في القطاع قد بلغ 38,495 منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023. وتُظهر هذه الأرقام حجم الدمار الاجتماعي والنفسي الذي تعرض له سكان القطاع بسبب العنف المستمر.
كما أوضح الوحيدي أن الحرب تسببت في فقدان 13,901 سيدة لأزواجهن، ليصبحن أرامل، إضافة إلى فقدان 32,152 طفلاً لآبائهم و4,417 آخرين لأمهاتهم. هذا بالإضافة إلى أن 1,918 طفلاً فقدوا كلا والديهم. هذه الأرقام المؤلمة تشير إلى حجم المعاناة التي يعيشها السكان في غزة نتيجة الحرب المستمرة.
بحسب التقارير الأخيرة، ارتفع إجمالي عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 47,035 شهيدًا، مع تسجيل 111,091 مصابًا. وتشير وزارة الصحة إلى أن هذا العدد يشمل الضحايا الذين سقطوا منذ بداية الحرب وحتى اليوم. في اليوم الـ472 من الحرب، تم استقبال 122 شهيدًا و341 جريحًا في مستشفيات القطاع، في حين لا يزال العديد من الضحايا تحت الأنقاض ولا تستطيع فرق الدفاع المدني الوصول إليهم بسبب تواصل القصف.
تؤكد هذه الإحصائيات على حجم الألم الذي يعانيه سكان قطاع غزة نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة. الحرب تسببت في تدمير الحياة اليومية لسكان القطاع، حيث يعاني الأيتام من فقدان الأهل والأحبة، بينما تواجه النساء والأطفال تحديات كبيرة في ظل غياب المعيل.
في ظل هذه الأرقام المروعة، يبقى السؤال الأهم: هل هناك خطوات فعالة يمكن أن يتخذها المجتمع الدولي لمساعدة سكان غزة؟ الوضع الإنساني في القطاع يستدعي تدخلًا عاجلاً ليس فقط على مستوى الإغاثة الإنسانية، ولكن أيضًا على المستوى السياسي لوضع حد لهذه المأساة.
وزارة الصحة في غزة أهابت بذوي الشهداء والمفقودين ضرورة استكمال بياناتهم عبر الرابط الإلكتروني للتسجيل ضمن سجلات الوزارة، وهو خطوة تساهم في تسهيل الإجراءات الإنسانية والرفع من مستوى التنسيق في ظل الظروف الصعبة.
إن الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية ليست مجرد إحصائيات، بل هي انعكاس مباشر للدمار الذي خلفته الحرب على القطاع، وتستدعي اهتمامًا عالميًا أكبر لمساعدة المدنيين وإيجاد حل سريع للأزمة الإنسانية المتفاقمة.