تصميم ديجافو يشعل غضب العملاء، حيث أثارت العلامة التجارية الشهيرة “ديجافو مصر” موجة غضب كبيرة بين عملائها بعدما طرحت أحدث تصميم لها من الأحذية، الذي حمل رسمًا اعتبره كثيرون مسيئًا للديانة المسيحية.

وكان هذا التصميم يتضمن رسمة تشبه الصليب، ما جعل العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون الصور، ويعربون عن استيائهم البالغ.

ولم تكن هذه الحادثة مجرد حدث عابر، بل تحولت إلى أزمة كبيرة أثارت تساؤلات حول الرقابة على تصميمات المنتجات وحقوق الآخرين في التعبير عن مشاعرهم.

تصميم ديجافو يشعل غضب العملاء

وظهرت أمس الخميس 26 ديسمبر 2024، على حسابات العلامة التجارية ديجافو مصر عبر منصات التواصل الاجتماعي صور لحذاء جديد تم طرحه في الأسواق.

تصميم ديجافو

وما إن تم تداول الصورة حتى انفجر الجدل بين المتابعين، حيث اعتبر الكثيرون أن الرسم الذي على الحذاء يشبه إلى حد بعيد الصليب، الأمر الذي أثار حفيظة المسيحيين في مصر، خاصة في توقيت الأعياد المسيحية.

وأعرب العديد من العملاء عن شعورهم بالإهانة بسبب هذا التصميم الذي اعتبروه مسيئًا لمعتقداتهم الدينية.

تصميم ديجافو

ردود فعل الجمهور

لم يمضِ وقت طويل قبل أن تنتشر تعليقات غاضبة من العملاء على منصات التواصل الاجتماعي، وقالت إحدى المتابعات في تعليق لها: “هو إيه الاستهبال اللي ديجافو عامله ده؟ هو مفيش رقابة على التصميم قبل ما تتنفذ وتنزل وتثير الجدل؟”.

ووجهت انتقادا شديدا لإدارة الشركة بسبب عدم مراجعة التصاميم بشكل دقيق قبل طرحها في السوق، مشيرة إلى أن هذا الأمر أدى إلى “سحب المنتج من السوق” والاعتذار عن “الأذى” الذي تسببت فيه الشركة لعملائها.

تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي

واتهم العديد من المتابعين العلامة التجارية بمحاولة إثارة الفتن في وقت حساس، خصوصًا مع اقتراب الأعياد المسيحية، حيث يعتبرون أن ذلك يمثل استفزازًا متعمدًا لمشاعرهم، وقال البعض إن هذا التصميم يتشابه مع محاولات سابقة لوضع لفظ “الله” أو اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم على بعض المنتجات، وهو ما واجه رفضًا كبيرًا في المجتمع.

وكان رد الفعل الشعبي حينها قد أدى إلى سحب تلك المنتجات، فيما يرى بعض المتابعين أن نفس المبدأ يجب أن يتم تطبيقه في هذه الحادثة.

تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي

بيان ديجافو مصر

على خلفية الغضب الكبير، نشرت ديجافو مصر بيانًا على حساباتها الرسمية بوسائل التواصل الاجتماعي، قدمت فيه اعتذارًا لعملائها على “الخطأ” الذي حدث بسبب التصميم المسيء، وأكدت أن المنتج تم سحبه من الأسواق على الفور.

وقالت الشركة في بيانها: “تتقدم ديجافو مصر باعتذار من القلب لجميع عملائها الكرام لما سببه تصميم لأحد المنتجات من أذى مشاعرهم، وتأكيدًا على احترامنا لمشاعر جميع عملائنا، تم سحب المنتج من جميع فروع ديجافو بالفعل، شاكرين تفهمكم وثقتكم في ديجافو”.

بيان شركة ديجافو

اعتراض رواد مواقع التواصل الاجتماعي على طريقة الاعتذار

فيما اعترض آخرون على طريقة الاعتذار، حيث وصفوا بيان الشركة بـ”الاستفزازي”، مطالبين بضرورة الاعتذار بشكل أكثر وضوحًا، وقال أحد العملاء: “اعتذار رسمي يتطلب توضيحًا مباشرًا لمشاعر الأقباط، وليس مجرد قول (أذى لمشاعرهم) دون ذكر من هم أصحاب هذه المشاعر”.

تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي

المطالبات بمقاطعة الشركة

من جانبه دعا العديد من المتابعين إلى مقاطعة العلامة التجارية ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأزمة، وطالب البعض بمحاكمة الشركة بتهمة “ازدراء الأديان”، أسوة بعشرات الأشخاص الذين تم محاكمتهم بسبب نشر محتوى اعتبر مسيئًا للأديان.

هذا الموقف تكرر كثيرًا في فترات سابقة، حيث تم محاكمة بعض الأفراد بتهم مشابهة على خلفية نشر محتويات اعتبرت مسيئة للأديان السماوية.

تأثير الحادثة على ديجافو مصر

بينما كان بيان الاعتذار من الشركة خطوة نحو تهدئة الأوضاع، إلا أن الأزمة أثرت بشكل كبير على سمعة ديجافو في السوق المصري، فالكثير من المتابعين اعتبروا أن الاعتذار غير كافٍ، وطالبوا بإجراءات أكثر وضوحًا تتضمن محاسبة المسؤولين عن طرح المنتج في الأسواق.

من الجدير بالذكر أن هذه الحادثة تثير تساؤلات حول كيفية مراقبة وتدقيق التصاميم قبل طرحها للبيع، خاصة في الأسواق التي تتمتع بتنوع ديني وثقافي حساس، وقد يؤدي سوء إدارة الأزمة إلى تداعيات أكبر على المستوى الإعلامي والشعبي، كما يمكن أن ينعكس ذلك على مبيعات الشركة.

مخاوف من حدوث مشاكل أكبر

الخوف الأكبر لدى البعض يتمثل في أن الحادثة قد تكون جزءًا من استراتيجية تسويقية مثيرة للجدل، وذلك بغرض جذب الانتباه والحديث عن العلامة التجارية، وهو ما يراه البعض “عملاً مخابراتيًا مقصودًا”.

ويعتقد البعض أن تصميمًا كهذا لن يكون سوى جزء من حملة مدروسة لخلق حالة من الجدل؛ ومن ثم الاستفادة منها في الترويج للمنتجات، حتى وإن كان ذلك على حساب مشاعر فئة معينة من الناس.

بعد هذا التصميم المثير للجدل ستظل ديجافو مصر في عين العاصفة، وقد تستغرق الشركة وقتًا طويلًا لاستعادة ثقة عملائها، في الوقت ذاته يبقى من المهم أن تسعى الشركات الكبرى إلى مراعاة التنوع الثقافي والديني في تصاميمها لضمان احترام مشاعر جميع العملاء والحفاظ على سمعتها.

. .6pzp