كتبت: منة عثمان

مع ظهور متحورات جديدة لفيروس كورونا، ازداد القلق عالميًا بشأن تأثير هذه المتغيرات على الصحة العامة، حيث تم رصد متحور جديد يُعرف باسم XEC في ألمانيا منتصف عام 2024، قبل أن ينتشر لاحقًا في المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، ودول أخرى، ويتميز هذا المتحور بسرعة انتشاره، مما دفع العلماء لدراسته بدقة لتحديد طبيعته وتأثيراته.

أعراض متحور XEC

يتشابه متحور XEC في أعراضه مع نزلات البرد، ما قد يؤدي إلى التهاون في التعامل معه في بعض الحالات، وأبرز الأعراض تشمل:

ارتفاع درجة الحرارة بشكل مفاجئ.

التهاب الحلق وسيلان الأنف.

آلاما في الجسم وشعورا بالإرهاق.

سعالا جافا أو مصحوبا ببلغم في بعض الحالات.

ضيق تنفس لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مشاكل تنفسية.

وبالنسبة للأطفال قد تبدأ الأعراض كإصابة بسيطة تتطور إلى مضاعفات خطيرة، مثل التهاب الرئة أو الشعب الهوائية. كما يمكن أن تظهر أعراض إضافية، مثل الإسهال، والقيء، أو حتى التهابات في الأذن الوسطى والعين.

الأسباب

تنجم المتحورات عن طفرات جينية تحدث أثناء تكاثر الفيروس، في حالة متحور XEC تشير الدراسات الأولية إلى أن الطفرات الجديدة ربما ساعدته على الانتشار بسهولة أكبر خلال فصول الشتاء الباردة، وتكمن خطورته في احتمالية مقاومته للاستجابة المناعية لبعض الأفراد، خاصة لغير الملقحين أو المصابين بأمراض ضعف المناعة.

متحور XEC الجديد

علاج متحور XEC الجديد والتوصيات

حتى الآن لا توجد علاجات موجهة خصيصًا لمتحور XEC، إلا أن التعامل مع الأعراض يظل الأساس في خطة العلاج، ويُوصَى بالآتي:

الراحة التامة والنوم الكافي.

تناول السوائل الدافئة للحفاظ على الترطيب ودعم الجسم في مقاومة العدوى.

استخدام خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول لتخفيف الحمى وآلام الجسم.

في حالة تفاقم الأعراض أو استمرارها لفترة طويلة، يجب مراجعة الطبيب فورًا.

نصائح وإرشادات من الأطباء

أكد الخبراء أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية، خاصة في ظل ظهور متحورات جديدة. وأبرز التوصيات:

التطعيم بالجرعات المحدثة، حيث تعد اللقاحات الخط الأول في الوقاية، فهي توفر حماية جيدة ضد الأعراض الحادة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو المغلقة، وغسل اليدين بانتظام باستخدام الماء والصابون أو معقم يحتوي على الكحول، بالإضافة إلى الابتعاد عن التجمعات الكبيرة والالتزام بالتباعد الاجتماعي، كما تحسين التهوية في الأماكن المغلقة لتقليل تركيز الفيروس في الهواء.

آراء الخبراء

شدد الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، على أهمية حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن، والأطفال، وأصحاب الأمراض المزمنة.

وأشار إلى أن الالتزام بالإجراءات الوقائية يمثل الحل الأمثل لتقليل انتشار المتحور.

ونبهت الدكتورة ندى قاسم، إخصائية طب الأطفال، إلى ضرورة الحذر عند إصابة الأطفال، فقد تبدو الأعراض بسيطة، لكنها يمكن أن تتطور إلى مضاعفات خطيرة.

ونصحت باستخدام الكمامة للأطفال في الأماكن المزدحمة وعدم مشاركة الأدوات الشخصية.

الوقاية وأهمية التوعية

تظل الوقاية خيرا من العلاج. وبحسب الخبراء فإن الالتزام بالإرشادات الصحية والتطعيم باللقاحات المحدثة يمثلان أدوات فعّالة للحد من انتشار المتحورات. علاوة على ذلك فإن التوعية المستمرة بأهمية النظافة الشخصية والابتعاد عن العادات السيئة تساهم بشكل كبير في تقليل فرص الإصابة.

يشكل متحور XEC تحديًا جديدًا في مواجهة جائحة كورونا المستمرة، ورغم تشابه أعراضه مع نزلات البرد، إلا أن التعامل معه بجدية والالتزام بالتدابير الوقائية يمثلان ضرورة ملحّة.

إلى جانب ذلك يظل التطعيم وتجنب التهاون مع الأعراض الخطوات الأساسية لحماية الفرد والمجتمع من تأثير هذا المتحور الجديد.

. .qlgu