كتب يحيى قلاش، نقيب الصحفيين الأسبق، عبر صفحته على فيسبوك: “محاولات عودة تمثال ديليسبس بمباركة أحد المحافظين تُظهر انعدام الوطنية وعدم احترام تضحيات الماضي.
إذا كان هناك توقيت للبجاحة، فهذه هي اللحظة. عيب قليل من الحياء!”
احتفال العيد القومي لبورسعيد وتصريحات المحافظ
في مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد علي، خلال برنامج “حضرة المواطن” على قناة “الحدث اليوم”، قال محب حبشي، أحد المسؤولين المحليين:
“احتفلنا بالعيد القومي الـ 68 لبورسعيد بوضع إكليل من الزهور على قبر الشهداء عند المسلة أمام ديوان المحافظة، كما قمنا بتنظيم عروض بالموسيقات العسكرية.”
وأضاف حبشي: “خلال الاحتفالات، طلبنا من رئيس الوزراء دراسة إعادة تمثال ديليسبس إلى قاعدته في مدخل قناة السويس، ووعد رئيس الوزراء بدراسة الأمر.”
تاريخ التمثال وجدل إعادته
تمثال فرديناند ديليسبس، المهندس الفرنسي وصاحب فكرة حفر قناة السويس، تم نصبه في بورسعيد عام 1899م على المدخل الشمالي للقناة. صمم التمثال الفنان الفرنسي إمانويل فرميم، ويزن حوالي 17 طنًا، بارتفاع 7.5 متر.
إزاحة التمثال
في عام 1956، أزال أهالي بورسعيد التمثال بعد العدوان الثلاثي على مصر، حيث اعتبروه رمزًا للاستعمار والهيمنة الفرنسية والبريطانية. ومنذ ذلك الحين، بقيت قاعدة التمثال فقط في مكانها، بينما تم نقل التمثال إلى متحف قناة السويس في الإسماعيلية عام 2020.
محاولات إعادة التمثال
شهدت العقود الأخيرة محاولات لإعادة التمثال إلى قاعدته، لكنها قوبلت برفض شعبي واسع. في 2014، اقترح محافظ بورسعيد الأسبق وضع تمثالين بجوار ديليسبس، أحدهما لجمال عبد الناصر والآخر للعامل المصري الذي حفر القناة، لكن المشروع لم ينفذ.
محاولات إعادة تمثال ديليسبس تثير انقسامًا بين المؤيدين الذين يرونه جزءًا من تاريخ القناة والرافضين الذين يعتبرونه رمزًا للاستعمار. تصريحات يحيى قلاش تعبّر عن موقف شريحة كبيرة من المواطنين الذين يرون أن إعادة التمثال تقوض رمزية التضحيات التي قدمها الشعب المصري، خاصة أهالي بورسعيد، في مواجهة الاستعمار.