في عالم تُشكِّل فيه السلطة والمال درعًا يحمي أصحابه من المحاسبة، يبرز اسم طلال ناصر الصباح كحالة استثنائية، فهذا الأمير الكويتي، المنتمي إلى الأسرة الحاكمة، بدأ حياته في دائرة الأضواء والرفاهية، لكنه انتهى وسط أحكام قضائية صارمة تتهمه بجلب المخدرات والاتجار بها، فكيف تحوّل من رمز للنفوذ إلى متهم يقف أمام العدالة؟
طلال ناصر الصباح كان اسمًا مألوفًا في أوساط النخبة العربية، ليس فقط لانتمائه إلى الأسرة الحاكمة بالكويت، بل أيضًا لحضوره المميز في الحفلات والسهرات الخاصة، كان أشهر هذه الحفلات، تلك التي جرت في 29 يونيو 1989 بفندق ماريوت بالقاهرة، والتي شكلت بداية سقوطه المدوي.
ففي تلك الليلة، دعا “طلال” المطرب الشعبي أحمد عدوية إلى غرفته في الفندق، حيث قُدم له مشروب يحتوي على خليط خطير من المخدرات، فكانت النتيجة أن “عدوية” فقد وعيه وأُدخل في غيبوبة استمرت شهورًا، بينما غادر “طلال” مصر على عجل، تاركًا وراءه موجة من الجدل والتساؤلات.
ورغم فتح تحقيقات موسعة حول الحادثة، لم يتمكن القضاء المصري من القبض على “طلال” الذي غادر البلاد فور وقوع الحادث، وما ساعده على ذلك -كما أوضحت تقارير الشرطة وتحريات النيابة- استخدامه نفوذه وجواز سفره الدبلوماسي لمغادرة مصر بسرعة.
ورغم تقديم أحمد عدوية بلاغًا رسميًا يتهمه بمحاولة قتله، لم يتم استدعاء طلال مجددًا للتحقيق، وبقي الملف مفتوحًا دون محاسبة حقيقية.
وبعد نحو 18 عامًا من حادثة عدوية، عادت أخبار “طلال” تتصدر العناوين. ففي عام 2007، قضت محكمة الجنايات الكويتية بإعدام طلال ناصر الصباح بعد إدانته في قضية ضخمة تتعلق بالاتجار بالمخدرات، حيث كشفت التحقيقات عن شبكة اتجار واسعة أدارتها مجموعة من الأفراد تحت إشراف طلال، وشملت القضية كميات ضخمة من الكوكايين والحشيش ومواد أخرى، إلى جانب عمليات غسيل أموال معقدة.
وباعترافاته أمام القضاء، كشف “طلال” عن تعاطيه 50 جرامًا من الهيروين يوميًا، لكنه نفى علاقته بالاتجار بالمخدرات، مدعيًا أن المواد المضبوطة للاستخدام الشخصي، إلا أن الأدلة المادية والشهادات كانت كافية لإدانته بأكبر حكم قضائي ضد أحد أفراد الأسرة الحاكمة في الكويت.
الحكم بالإعدام الذي صدر بحق “طلال” كان صادمًا لكثيرين كونه أول أمر قضائي يصدر ضد أمير كويتي بهذا الشكل، لكنه لقي ترحيبًا واسعًا باعتباره تأكيدًا على أن القانون يطال الجميع، مهما كانت مكانتهم.
وعندما طُلب من أحمد عدوية التعليق على الحكم، قال ببساطة: “الله يمهل ولا يهمل. لكل ظالم يومه”.
انت الأن تتابع خبر "ودّعي شحوب البشرة" جرّبي مزيج زيت الزيتون والزبادي لتجديد شبابك! والأن…
كتب: محمد مرزوقأدان طارق فوده، نقيب المحامين السابق بالمنيا والمحامي بالنقض والإدارية العليا ومجلس الدولة،…
تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاهتمام بتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية وتكوين احتياطي…
شهدت احتفالات رأس السنة لعام 2025 إطلالات لافتة لعدد من الفنانات، حيث اخترن أزياء جذابة…
وناشدت شركة مياه الشرب والصرف الصحي المواطنين والمستشفيات وأصحاب المخابز إلى تلبية احتياجاتهم من المياه…
أكد محمد شمروخ الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أنه لن يتم تطبيق أي رسوم…