يعد ممدوح الليثي واحدًا من الأسماء التي تركت بصمة كبيرة في تاريخ السينما والدراما المصرية، حيث تمر اليوم الذكرى العاشرة لرحيله، الذي يصادف 1 يناير 2014. ولكن لا يُمكن الحديث عن ممدوح الليثي دون ذكر رحلته المميزة بين عالم الشرطة والكتابة والإنتاج الفني، وهي رحلة شهدت تحولات متعددة ساهمت في تقديم العديد من الأعمال التي ما زالت خالدة في ذاكرة الجمهور.
ذكرى رحيل ممدوح الليثي: رحلة فنية من الشرطة إلى قمة الإبداع
ممدوح الليثي وُلد في 10 ديسمبر 1937، والتحق بكلية الحقوق بجامعة عين شمس وتخرج منها عام 1960. ورغم دراسته في الحقوق، اتجه إلى العمل في مجال الشرطة قبل أن يتخذ قرارًا شجاعًا بترك هذا المجال في عام 1967، ليتابع شغفه بالصحافة والإعلام. تلك الخطوة الأولى كانت بداية تحول جذري في حياته المهنية، حيث بدأ يكتب في الصحف والمجلات الشهيرة، وهو ما شكل بداية رحلته في عالم الإعلام والفن.
من الكتب إلى الكاميرا: كيف اكتشف ممدوح الليثي مواهب الفن المصري؟
بدأ ممدوح الليثي مسيرته الفنية بالكتابة، حيث قام بتحرير باب ثابت في مجلة “روزاليوسف” بعنوان “عسكر وحرامية”، وكتب في عدد من المجلات والصحف الأخرى. إلا أن تألقه الحقيقي بدأ عندما بدأ في كتابة السيناريو، ليُصبح واحدًا من أبرز كتّاب السيناريو في مصر. من خلال أعماله المبدعة، اكتشف العديد من النجوم الذين أصبحوا من الوجوه البارزة في السينما والدراما المصرية.
ممدوح الليثي في ذكرى رحيله: أعمال خالدة وجوائز تكريم لإبداعه السينمائي
كان ممدوح الليثي ليس فقط كاتبًا للسيناريو، بل كذلك منتجًا فنيًا مميزًا. فقد أشرف على إنتاج العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية التي لا تزال تُعتبر من كلاسيكيات الفن المصري. أعماله مثل “الكرنك” و”ثرثرة فوق النيل” و”أميرة حبي أنا” كانت محطات مهمة في تاريخ السينما المصرية. كما حصل على العديد من الجوائز عن أعماله، بما في ذلك جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1992.
رحلة ممدوح الليثي: من الصحافة إلى الإنتاج الفني ورئاسة قطاع الإنتاج
بعد أن أثبت نفسه في مجال الكتابة، انتقل ممدوح الليثي إلى مجال الإنتاج، حيث تولى العديد من المناصب المهمة في اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري. من أبرز هذه المناصب كان رئيس قطاع الإنتاج الذي شهد في عهده العديد من الأعمال الفنية الهامة. كما كان أحد المؤسسين لمدينة الإنتاج الإعلامي، التي أصبحت من أكبر الصروح الإعلامية في العالم العربي.
كيف غيّر ممدوح الليثي وجه الدراما المصرية بإنتاجه المبدع؟
ساهم ممدوح الليثي في تطوير صناعة الدراما التلفزيونية في مصر من خلال إشرافه على إنتاج العديد من الأعمال الناجحة. فقد كان له دور كبير في إنتاج المسلسلات التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الجماعية للمشاهد المصري. مشاريع مثل “المال والبنون” و”نصف ربيع الآخر” تعتبر من أبرز الأعمال التي ساهم الليثي في إنتاجها، وقد ساعدت في تحديد ملامح الدراما المصرية في فترة الثمانينيات والتسعينيات.
ممدوح اللـيثي: مُكتشف النجوم الذي ترك بصمته في تاريخ السينما والتلفزيون
يُعتبر ممدوح الليثي من أبرز “مكتشفي النجوم” في الوسط الفني المصري. فقد كان له الفضل في اكتشاف العديد من الوجوه الجديدة التي أصبحت اليوم من أبرز النجوم في السينما المصرية. كان الليثي يتمتع بقدرة فريدة على التعرف على الموهبة وتوجيهها نحو النجاح، وهو ما جعله واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في صناعة الفن في مصر.
من “الكرنك” إلى “أميرة حبي أنا”… أبرز أعمال ممدوح اللـيثي التي لا تُنسى
من بين الأعمال التي لا يمكن نسيانها في مسيرة ممدوح الليثي، نجد “الكرنك” الذي يُعد من أبرز الأفلام التي حملت توقيعه. كما كانت مسلسلاته مثل “السكرية” و”أميرة حبي أنا” محطات هامة في تاريخ الدراما المصرية، وقد قدّم فيها الليثي أعمالًا ذات طابع خاص استطاعت أن تلامس هموم المجتمع المصري وتحاكي الواقع بأسلوب فني مبتكر.
ممدوح اللـيثي: 7 آلاف ساعة درامية وأعمال خالدة تركت بصمة في الفن المصري
إلى جانب أعماله في السينما، كان ممدوح الليثي له دور كبير في تطوير الدراما التلفزيونية، حيث أشرف على إنتاج أكثر من 7 آلاف ساعة درامية. هذه الأعمال شهدت تطورًا كبيرًا في أسلوب الإنتاج والإخراج، وأسهمت في رفع مستوى الدراما المصرية إلى العالمية. كما كان له دور في إنتاج أكثر من 400 فيلم روائي و600 فيلم تسجيلي، مما جعله أحد أبرز صناع الفن في مصر.
تأثير ممدوح اللـيثي على صناعة السينما والتلفزيون في مصر: لماذا لا يُنسى؟
يبقى ممدوح الليثي واحدًا من أبرز الأسماء في تاريخ السينما والدراما المصرية، ومن المستحيل الحديث عن تطور هذه الصناعة دون المرور على إسهاماته المميزة. فقد جمع بين الكتابة والإنتاج، ونجح في تطوير العديد من المشاريع الفنية التي لا تزال تُعرض حتى اليوم. كما أسهم في اكتشاف العديد من النجوم الذين أصبحوا من أعمدة الفن في مصر.
اقرأ أيضًا:استقرار وتحسن ملحوظ في سعر الليرة السورية أمام الدولار اليوم الأربعاء 1 يناير 2025