يوافق اليوم الخميس 26 ديسمبر 2024، ذكرى رحيل الفنان الكبير فريد الأطرش، الذي ولد في 21 أبريل 1917 في جبل العرب بسوريا لعائلة درزية ذات أصول عريقة، ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1974، عن عمر يناهز الـ57 عامًا.
يعد فريد الأطرش من أعظم الأسماء في تاريخ الموسيقى العربية، حيث استطاع أن يترك بصمة لا تُنسى في مجال الغناء والتمثيل والتلحين، ليكون جزءًا من التراث الثقافي العربي.
نشأة فريد الأطرش
نشأ فريد الأطرش في أسرة فنية عريقة، حيث كان والده فهد فرحان إسماعيل الأطرش من أسرة درزية كبيرة، ووالدته الأميرة علياء المنذر، التي كانت تعد من أشهر المطربات في بيئتها.
وفي سن مبكر، هاجرت عائلته إلى مصر بسبب الاضطرابات السياسية في سوريا جراء الاحتلال الفرنسي، حيث استقروا في القاهرة، وعاشوا في ظروف صعبة.
وتخرج فريد من معهد الموسيقى العربية بعد أن بدأ حياته التعليمية في مدارس فرنسية، وكان ذلك بداية مسيرته الفنية التي ستشهد تألقًا مستمرًا.
مشوار فريد الأطرش الفني من الغناء إلى التلحين والتمثيل
بدأ فريد الأطرش مشواره الفني في البداية بالغناء في الحفلات الصغيرة والأفراح، ثم بدأ دراسته في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة، حيث انطلقت مسيرته الاحترافية في ثلاثينيات القرن العشرين.
وأبدع فريد في مجال الغناء، وكان يتميز بصوته الدافئ والشجي، الذي لامس قلوب جمهوره في مختلف أنحاء العالم العربي.
وقدم فريد الأطرش أكثر من 500 أغنية شهيرة، حققت نجاحًا هائلًا في العالم العربي، منها يا زهرة في خيالي، حبيب العمر، وأنا وانت لوحدنا، كما كانت أغنيته “أموت عليك” من أشهر الأغاني التي سجلت له مع أول قصة حب في حياته.
وبجانب الغناء، كان فريد الأطرش ملحنًا عبقريًا، حيث قدم ألحانًا للمطربين الكبار مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، بالإضافة إلى العديد من الأعمال التي كانت تمثل تجديدًا في الموسيقى العربية.
وكان يعتبر من المجددين في عالم الموسيقى العربية، حيث أدخل أنماطًا جديدة من الألحان التي جمع فيها بين الطرب الأصيل والتحديث الموسيقي.
كما خاض فريد الأطرش تجربة التمثيل في 31 فيلمًا سينمائيًا، بدأها منذ عام 1941، مثل أفلام حبيب العمر، ولحن الخلود، ونغم في حياتي، حيث قدم فيها مزيجًا من التمثيل والغناء، مما جعله نجمًا من نجوم السينما العربية.
الحياة الشخصية والمواقف المؤثرة
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه في مجال الفن، كانت حياة فريد الأطرش الشخصية مليئة بالصعوبات والتحديات، فقد مر بالعديد من المواقف المؤثرة، أبرزها معاناته من الوحدة بسبب انشغاله الدائم بالفن وحبه للموسيقى، حتى إنه ذكر في أكثر من مناسبة أنه أحب أكثر من مرة لكنه لم يتمكن من الزواج.
كما كانت حياته العاطفية محط اهتمام الصحافة والجمهور، فقد ارتبط بعدد من الشخصيات الفنية، مثل سامية جمال التي دامت علاقته بها 11 عامًا، إضافة إلى شادية والملكة ناريمان وسلوى القدسي التي خطبها قبل وفاته.
ومن أبرز المواقف التي دارت حول حياته الشخصية ما كشفه الفنان حسين فهمي عن تنبؤ فريد الأطرش بموعد وفاته، حيث ذكر في برنامج “صاحبة السعادة” أنه كان قد عمل مع فريد الأطرش في فيلم “نغم في حياتي”، وكان الأخير قد أخبره أنه قد يكون هذا الفيلم آخر عمل له بسبب شعوره بقرب وفاته.
وفاة فريد الأطرش
وتوفي فريد الأطرش في 26 ديسمبر 1974، وذلك بعد صراع طويل مع المرض، وكان يشاع أنه كان يعاني من مشكلات صحية متقدمة لكنه استمر في أداء الحفلات الغنائية حتى آخر أيامه، مؤكدًا حبه لجمهوره وتفانيه في عمله.
وجدير بالذكر إن إرث فريد الأطرش في عالم الموسيقى لا يزال حيًا، حيث يتم تداول أغانيه وأفلامه حتى يومنا هذا في مختلف أنحاء العالم العربي، وتظل أغانيه من أبرز وأهم الأعمال الفنية في تاريخ الموسيقى العربية، كما أنه يعتبر أحد أبرز أعمدة الموسيقى العربية في القرن العشرين.
وترك فريد وراءه مكتبة غنية من الأغاني والأفلام التي لا تزال تُدرس وتحلل حتى الآن، ويدرسها الفنانون والباحثون باعتبارها جزءًا من التراث الثقافي العربي، وتستمر أغانيه في التأثير في الأجيال الجديدة، وقد شهدت دار الأوبرا المصرية احتفالات عديدة بذكرى فريد الأطرش، احتفالًا بإرثه الفني العظيم.
اقرأ أيضًا: آخرها أغنية لفريد الأطرش.. قضايا تلاحق نانسي عجرم بسبب حقوق الملكية